• اخر تحديث : 2025-09-09 16:05
news-details
مقالات مترجمة

الورقة الأميركية للبنان بين وعود الازدهار وشبح الحرب الأهلية


 ما أعلنه رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام في السابع من أغسطس/آب المنصرم حول نزع سلاح حزب الله وجميع المليشيات الأخرى في البلاد بحلول نهاية العام،  لم يكن مبادرة لبنانية خالصة، بل جاء من واشنطن.
 
حزب الله الذي لطالما اعتُبر أقوى من الجيش اللبناني نفسه، وجد نفسه في موقف ضعيف منذ وقف إطلاق النار مع إسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني 2024. فمنذ ذلك الحين، لم يتمكن من التدخل مجددا لا في غزة ولا في إيران.
 
المبعوثان الأميركيان توماس براك ومورغان أورتاغوس قادا حملة ضغط مكثفة؛ فالأول طالب بتحويل الجيش اللبناني إلى قوة "حفظ سلام لا إلى قوة هجومية" والدخول في محادثات مباشرة مع إسرائيل، في حين لم تتردد الثانية في الثناء على إسرائيل من قصر بعبدا لأنها ألحقت الهزيمة بحزب الله.
 
ورغم أن الصحافة العربية وصفت خطة نزع السلاح -التي أعلنتها بيروت- بأنها "ورقة أميركية"، فإن براك وزميلته أورتاغوس يروّجان لها باعتبارها طريقا لازدهار لبنان الغارق في أزمة اقتصادية، في حين يصفها مؤيدو نزع السلاح -وغالبيتهم من أنصار أحزاب ارتبطت بإسرائيل في ثمانينيات القرن الماضي- بأنها وسيلة لاستعادة لبنان قدرته على حكم نفسه.
 
ومع ذلك، فإن أوساطاً عليا في السلطة اللبنانية ترى أن الخطة لا تعدو كونها محاولة أميركية إسرائيلية لدفع لبنان مجددا نحو حرب أهلية مدمّرة.
 
وقد أعلن الحزب رفضه القاطع للخطة، محذراً من أنه سيخوض "معركة كربلاء" جديدة إذا فُرض نزع السلاح بالقوة.
 
ان ثمة تقارير إخبارية تحدثت عن أن قائد الجيش اللبناني رودولف هيكل ضاق ذرعا بالضغوط الأميركية لدرجة أنه هدد بالاستقالة مفضلا ذلك على "سفك دماء اللبنانيين".
 
أما الشارع، فاستطلاعات الرأي أظهرت أن غالبية اللبنانيين (58%) ترفض الخطة من دون ضمانة للتصدي لإسرائيل، في حين يرى 71% أن الجيش عاجز عن القيام بهذه المهمة.
 
الوقف الهش لإطلاق النار مكّن إسرائيل من فرض أمر واقع في الجنوب اللبناني عبر تدمير واسع النطاق لمناطق سكنية وتعطيل الإعمار.
 
واليوم تطرح واشنطن بديلا يتمثل في إنشاء منطقة اقتصادية تديرها جهة أمنية أميركية بالتنسيق مع إسرائيل، مما يثير المخاوف من تهجير السكان وتحويل الجنوب إلى شريط حدودي منزوع الحياة.
 
وتحدثت تقارير لبنانية عن مصادرة أراضي لمشاريع طاقة وزراعة، بينما أوردت صحف إسرائيلية أن تل أبيب ترحب بالخطوة بشرط منع عودة السكان إلى مناطقهم.
 
وعلى الجانب الآخر، أبدت الأحزاب المناوئة لحزب الله استعدادا للسير في الخطة، بل دعت إلى عزل مناطق الحزب إذا لزم الأمر، واعتبر أحد قياديي حزب القوات اللبنانية أن التدخل الأجنبي في مصلحة لبنان.